يحكى في قديم الزمان و سالف العصر و الأوان فتاة اسمها "شهد" تعيش مع أختها الكفيفة "مروة"و جديها العجوزين, و كانت "شهد" هي التي تساعد جدتها في أعمال المنزل و جدها في أعمال البستان و تهتم بأختها "مروة", تعيش "شهد" حياة هنيئة مع أسرتها البسيطة غير أنها كانت حزينة تجاه أختها الكفيفة لأنها لا تستطيع التمتع بإبداعات الله الجميلة .
و ذات يوم بينما كانت "شهد" تجمع الحطب كعادتها رأت عجوزا جالسة في كهف تغزل الصوف و تردد عليه بعض الكلمات فيصير دواءا شافيا لكل الأمراض فهرولت إليها "شهد" و قالت لها: حياك الله يا سيدة جئتك من اجل أختي الكفي... فقاطعتها العجوز قائلة: ..من اجل أختك الكفيفة تريدين دواءا لها لكن ماذا ستعطينني مقابلا له: أجابتها "شهد" كل ما تطلبين فقالت لها العجوز: عليك تمرير هذا الخيط على الغابة السوداء و الصحراء القاتلة ثم أعطتها حفنة تمر و قنينة ماء و قالت لها : اذهبي و لا تنسي أن تحضري معك الزهرة السوداء ستجدينها في الغابة السوداء و ودعتها .
باشرت "شهد" رحلتها بعدما استأذنت جديها و هي على أمل أن تشفى أختها, مشت "شهد" طوييييييلا
إلى أن و صلت إلى الغابة السوداء ترددت قليلا لكنها تذكرت أختها فتشجعت و ما إن مشت بضع خطوات حتى أنار لها الخيط الطريق لتمشي وفجأة اختفى الضوء من الطريق ليضيء لها الزهرة السوداء التي نسيت أمرها تماما فقطفتها و خرجت من الغابة سالمة ثم استراحت تحت شجرة لتستأنف رحلتها نحو الصحراء .
و في الغد بدأت"شهد" رحلتها نحو الصحراء القاتلة و بينما هي تمشي رأت لافتتين كتب في الأولى "الطريق الطويل القصير" و كتب في الثانية "الطريق القصير الطويل" فاحتارت و لم تعرف ماذا تختار فبدأت بالبكاء حتى سمعت صوتا صادرا من الخيط يخاطبها قائلا: الطريق الطويل القصير وهو الطريق الطويل الخالي من المصاعب سهل في عبوره أما الطريق القصير الطويل فهو الطريق القصير الممتلئ بالمصاعب " فاختارت الطريق الطويل القصير و وصلت إلى الصحراء القاتلة فخافت من الضياع فيها و الموت كسالف الناس الذين حاولوا عبورها لكنها تذكرت أختها فدخلتها ببسالة , مشت شهد طويلا في الصحراء إلى أن أحست بالعطش فلم تجد الماء لكنها سمعت صوته التفتت وراءها فراته منهمرا من الخيط فارتوت ونجت بحياتها ثم قفلت راجعة للعجوز أعطتها الخيط فتحولت إلى أميرة جميلة بعدما كانت عجوزا شاحبة الوجه و قالت ل"شهد": لقد أزلتي اللعنة عني شكرا لكي و الآن سأفي بوعدي, أعطيني الوردة السوداء فأعطتها "شهد" الوردة فأخلطتها في ماء وردي وقالت لها: اشربيه لأختك و اغسلي لها عينيها به و ستشفى في الحين عادت "شهد" إلى بيتها مهرولة و طبقت ما أمرته الأميرة بها فاستعادت "مروة" بصرها ففرحت "شهد" فرحا عظيما و هكذا حررت الأميرة من اللعنة وشفيت "مروة" من العمى بفضل شجاعة "شهد" و حبها لمساعدة الناس .